أثر سعر الدولار على أسعار الذهب عالمياً
يعتبر الذهب أحد أهم الأصول الاستثمارية في العالم، بينما يُعد الدولار الأمريكي العملة الأكثر تداولاً واستخداماً في التجارة الدولية. العلاقة بينهما وثيقة وعكسية في الغالب: فكلما ارتفع الدولار تراجع الذهب، والعكس صحيح. لكن لماذا يحدث ذلك؟ وما العوامل التي تعزز هذه العلاقة؟
لماذا يقاس الذهب بالدولار؟
منذ عقود طويلة، يُسعَّر الذهب في الأسواق العالمية بالدولار الأمريكي لكل أونصة. هذا يعني أن أي تغير في قيمة الدولار يؤثر فورياً على القدرة الشرائية للمستثمرين في أنحاء العالم. فإذا ارتفع الدولار مقابل العملات الأخرى، يصبح الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لهم، والعكس صحيح.
العلاقة العكسية بين الذهب والدولار
عندما يقوى الدولار:
- يصبح الذهب أغلى على حاملي العملات الأخرى.
- ينخفض الطلب العالمي على المعدن النفيس.
- تميل الأسعار إلى التراجع بالدولار.
أما عند ضعف الدولار:
- يصبح الذهب أرخص نسبياً في الأسواق الخارجية.
- يرتفع الطلب من المستثمرين والدول.
- تزداد أسعار الذهب بالعادة.
دور أسعار الفائدة والسياسات النقدية
يلعب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دوراً محورياً عبر قراراته بشأن أسعار الفائدة. رفع الفائدة عادةً يقوي الدولار ويضغط على الذهب، في حين أن خفضها يضعف الدولار ويزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
أمثلة من الأزمات العالمية
- خلال الأزمة المالية 2008 ارتفع الذهب بقوة رغم تقلبات الدولار مع لجوء المستثمرين للأمان.
- في جائحة كورونا 2020 تذبذب الذهب بشكل ملحوظ: هبوط أولي بحثاً عن السيولة، ثم صعود تاريخي مع السياسات التوسعية.
عوامل أخرى مؤثرة
- مستوى التضخم العالمي.
- مشتريات البنوك المركزية من الذهب.
- الطلب في أسواق كبرى مثل الهند والصين.
- الأحداث الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية.
الخلاصة
يظل سعر الدولار أحد أهم العوامل المؤثرة في أسعار الذهب عالمياً، لكن لا يمكن اعتباره العامل الوحيد. إذ تتداخل معه عوامل مثل التضخم، أسعار الفائدة، وسياسات البنوك المركزية. لذا فإن متابعة الدولار مع باقي المؤشرات تمنح المستثمر رؤية أوضح لاتجاه الذهب في المستقبل.